الغذاء الملكي
الغذاء الملكي هو مادة شمعية بيضاء تنتجها النحلة العاملة وهو يشكل الغذاء لليرقات داخل الخلية. يتم إنتاجه بالكامل داخل النحل في الغدد البلعومية والفك السفلي وهو مكون من البروتينات والمواد المغذية في حبوب اللقاح التي يبتلعها النحل. الهدف من إنتاج الغذاء الملكي داخل الخلية هو تغذية ملكة النحل. بدون الغذاء الملكي، ستكون الملكة مجرد نحلة أخرى عادية. في الواقع، عندما يفقس البيض، فإن النحلات اللواتي يتغذين باستمرار على الغذاء الملكي سيصبحن ملكات. أما باقي النحل الذين لم يتغذوا على الغذاء الملكي سيكونوا مجرد نحل عامل.
النحلة الملكة تتغذى من الغذاء الملكي طيلة حياتها وتنمو لتصبح أكبر من باقي النحل بنسبة 40 إلى 60% وتعيش ما بين 4 إلى 6 سنوات، بينما تعيش النحلات العاملات حوالي 6 أسابيع فقط! بالإضافة إلى ذلك فأن الملكة تضع 1-1/2 مرات وزن جسمها بيض يوميًا (حوالي 1500) لذلك يجب أن نبدأ في تقدير هذه الأعجوبة البيولوجية!
التركيبة والنشاط البيولوجي
يحتوي الغذاء الملكي على جميع الفيتامينات ب المركبة، بما في ذلك نسبة عالية من حمض البانتوثنيك (B5) والبيريدوكسين(B6) ، كما أنه المصدر الطبيعي الوحيد للأستيل كولين. كذلك يحتوي الغذاء الملكي على المعادن، الفيتامينات آي، سي، دي وإي، الأنزيمات، الهرمونات، الأحماض الأمينية، مكونات مضادة للجراثيم ومضادات حيوية. بالإضافة إلى ذلك فإن الأحماض النووية والجيلاتين المشتق من الكولاجين هي أيضاً من مكونات الغذاء الملكي.
يتكون الغذاء الملكي من مزيج من البروتينات، السكريات والدهون. لا يوجد للبروتينات خصائص غير اعتيادية بشكل خاص بينما هي تؤدي وظيفتها الرئيسية المتمثلة في توفير مصدر بروتين سهل الهضم لليرقة أو لملكة النحل. أما باقي مكونات الغذاء الملكي، باستثناء الدهون، فهي تعمل على توفير توازن في العناصر الغذائية لليرقات وللنحلة الملكة.
أما تركيبة الدهون فهي تعتبر غير مألوفة لأنها تفتقر إلى الدهون العادية كالتراي غلسيرايد والداي غليسيرايد التي تتكون من الأحماض الدهنية ذات أرقام مزدوجة من الهايدروكاربون من 14 إلى 20 والتي هي نموذجية للدهون داخل الحشرات. وبدلاً من ذلك، تتألف الدهون في تركيبة الغذاء الملكي في الغالب من أحماض دهنية هيدروكسي تتراوح ما بين 8 إلى 10 أحماض. هذه المركبات لها وظائف فعالة، وهي أكثر قابلية للذوبان في الماء من الأحماض الدهنية المعتادة، كما أنها شديدة الحموضة وتعمل كمنظفات جيدة أو كعوامل مضادة للميكروبات. هذه الخاصية الأخيرة، النشاط المضاد للميكروبات، هي الوظيفة الرئيسية للدهون في الغذاء الملكي.
أما على البشر، فيمتلك الغذاء الملكي خصائص جذابة لكونه مضاد للجراثيم بشدة. هذه الخصائص تجعل من الغذاء الملكي مكونًا مثاليًا لمستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة.